كيف نحيا باسم الله العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعيش اليوم مع اسم الله العزيز. والله لو استشعرت هذا الاسم وعشت بيه تسعد سعادة ما بعدها سعادة، وتكون قوياً في حياتك قوة ما بعدها قوة.
السؤال هو: هل أنت عبد العزيز؟! هل أنت مستشعر هذا؟ هل يملأ إحساسك؟ هل أنتَ فخور؟ هل أنتِ فخورة؟ هيا بنا نحيا مع هذا المعنى.
لاسم الله العزيز 4معاني :
1. العزيز: الذي لا نِدّ له، ".... لَيْسَكَمِثْلِهِشَيْءٌ .... " (الشورى: 11)
2. العزيز: الغالب الذي لا يُغلَب،
3. العزيز: الذي يعززك ويمدك بالقوة ليعزك،
المعنى الرابع للعزيز:
العزيز الذي يأبى الذل لعباده، لأنهم عباد العزيز، لأنهم خلقه الذين كرّمهم ورفع رأسهم وعدل قامتهم، وكانت أول كلمة في دينه: لا إله إلا الله.. فلا أعبد غيره، ولا أذل نفسي لغيره، ولا أخضع لغيره، لأنه لا إله إلا الله، لا ذل ولا عبودية إلا لله.
العزيز في القرآن :
اسم الله العزيز جاء في القرآن حوالي 95 مرة؛ لأنه تقوم عليه أخلاق الأمة. اسم الله العزيز جاء في القرآن مع أربعة أسماء :
الحكيم (47 مرة)، الرحيم (14 مرة)، القوي، العليم. فلماذا هذه الأربعة بالذات؟! لو علمت المعنى لذبت شوقاً وحباً للعزيز سبحانه!
· عزيز رحيم: فهو عزيز لكن برحمة ولله المثل الأعلى، قد يكون الإنسان عزيزاً جداً فيصبح قاسياً غليظاً، لكن الله سبحانه عزيز رحيم.
· عزيز حكيم: فهو عزيز بحكمة ولله المثل الأعلى، فقد يكون الإنسان عزيزاً فتؤدي به عزته إلى التهور أحياناً، فيتصرف بعنف ويفسد. الله سبحانه عزيز حكيم، فكل تصرفاته حكمة.
عزيز عليم، وقوي عزيز: لأن هذه العزة منه سبحانه قائمة على علم وعلى قوة، "....ولينصرنا للهمَنيَنصُرُهُإِنَّاللَّهَلَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " (الحج: 40)، " كتبا للهلَأَغْلِبَنَّأَنَاوَرُسُلِيإِنَّاللَّهَقَوِيٌّعَزِيزٌ " (المجادلة: 21)
راجع آيات العزيز في القرآن، ستجد أن وراءها دائماً قوة وعزة وغلبة.
المطلوب: انصر الإسلام، كن عبد العزيز، عِش للإسلام !
عيب عليك!
عيب أن تقول: وما دخلي أنا؟! عيب أن تقول: لا أدري ماذا أفعل! ضع يدك على خدك، لكن انتبه! ستقف بين يدي العزيز يوم القيامة، فيسألك: ألم تقرأ القرآن؟ ألم تعلم أني العزيز؟ لماذا لم تقدم شيئاً؟!
هذه ليست دعوة للعنف أو التهور! قلنا بحكمة: عزيز حكيم، وبرحمة لبلادنا: عزيز رحيم. خطط كيف تقدم شيئاً للأمة، فهو عزيز، لن يتركك. ألم تر كيف انتقم من كل من تحداه؟ ألا تثق بالعزيز؟ فرعون قال: "....أَلَيْسَلِيمُلْكُمِصْرَوَهَذِهِالْأَنْهَارُتَجْرِيمِن
تَحْتِي...." (الزخرف: 51) فأجرى الله البحر من فوق رأسه! أُهلِكَ بما تحدى به. ألم يقل: ".... أناريكمالْأَعْلَى " (النازعات: 24) ثم قال وهو يموت: "....قَالَآمَنتُأَنَّهُلاإِلِـهَإِلاَّالَّذِيآمَنَتْبِهِبَنُوإِسْرَائِيلَ...." (يونس: 90). بينما يوسف عليه السلام عندما اتصل بالعزيز سبحانه وتعالى، دخل قصر عزيز مصر عبد، وaج منه إلى السجن، ثم رجع إلى نفس القصر بعد سنين وهو عزيز مصر؛ فقد كان مع الله، ودعا وهو في السجن: " يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ...." (يوسف:39) فقام بدوره تجاه دينه.
أمثلة للذل لغير الله:
لله المثل الأعلى، لو جاء أبوك يزورك، فوجدك ذليل لزوجتك! تهينك وتتحكم بك، فإنك رغم أنك اعتدت هذا الذل لسنين إلا أنك ستخجل من رؤية أبيك لك على هذه الحال! لو رآك أبوك في عملك ومديرك يهينك وأنت معك الحق، أو رآك وأنت تزوّر بحجة أنك عبد المأمور أو من أجل لقمة العيش! فإنك ستخجل من رؤيته لك بهذا الحال. ألا تخجل أن يراك العزيز وأنت ذليل لأي إنسان؟! ماذا ستقول له يوم القيامة؟ ضابط الشرطة، المدرس الذي يظلم تلميذاً، الزوجة التي ترضى الذل والمهانة بحجة أن ليس لها مأوى آa ولا مورد للرزق. الشاب الذي تزوج في الغرب من أجل جواز سفر فأهانته زوجته. الفتاة التي تزوجت عرفياً والشاب يذلها بما يمسكه عليها. المذلول لشهوته ذليل أم عزيز؟! فما معنى لا إله إلا الله؟؟ أنك حر من كل شيء إلا الله سبحانه ولا تحكمني الشهوات. يقول النبي((تعس عبد الدرهم! تعس عبد الدينار! تعس وانتكس)) سماه عبداً للدرهم، وقال: انتr أي سيُذل! العبد للشهوة، العبد للمعاصي، لشهوة النساء، لشهوة المال، لشهوة المنصب، ومن ينافق رئيسه لظنه أنه سيعزه، ذليل وهو ينافقه.
العزيز خلقك عزيزاً :
العزيز خلقك – يوم خلقك – عزيزاً، ووضع في فطرتك أنك عزيز، وقال لك أنه لا إله إلا الله حتى تكون عزيزاً. العزيز الذي أقسم بعزته في القرآن: " سبحان ربكرَبِّالْعِزَّةِعَمَّايَصِفُونَ " (الصافات: 180) وأقسم في الأحاديث القدسية: ((وعزتي وجلالي)) ألا توجعك هذه الآية؟؟ فمصدر العزة في الكون الله العزيز.
"....وَلِلَّهِالْعِزَّةُوَلِرَسُولِهِوَلِلْمُؤْمِنِينَ...." (المنافقون:
هذه الآية تكفيك. ما الذي يaجك عن هؤلاء الثلاثة؟! إن رفضت العزة فقدت معية الله والرسول، ولن تكون من المؤمنين! مسلم نعم، لكنك بعيد وإن بكيت في الصلاة.
تاريخنا كله عزة :
· عمر بن الخطاب نحبه لأنه مثال للعزة، يقول ابن مسعود: مازلنا أعزة مذ أسلم عمر.
· أبو بكر الصديق يوم الردة يقول: أينقص الدين وأنا حي؟!
· أسماء بنت أبي بكر وهي شابة صغيرة، يضربها أبو جهل لتخبر عن مكان أبيها يوم غار ثور، فلا ترد. لكن وهي عجوز قبل أن يقتل الحجاج ابنها عبد الله بن الزبير، يقول لها ابنها: يا أمي أخاف أن يمثلوا بجسدي! فترد عليه: وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها! وبعد قتله يأتيها الحجاج يقول: أرأيتِ كيف فعلت بابنك؟ فتقول: نعم! أراك أفسدتَ عليه دنياه وأفسد عليك آaتك!
· العز بن عبد السلام عالم عزيز، يقف أمام والي القاهرة ويقول: أيها الأمير، اتقِ الله واعدل في الرعية، فيقول: نعم يا عز، نفعل. فتقول له ابنته: يا أبتِ أما هِبتَه؟ فيقول: يا ابنتي تذكرت عزة الله فصغر في عينَيّ.
كيف نحيا باسم العزيز:
1. خطط كيف تخرج من الذل، لا تقبل الذل أبداً. يقول النبي: ((من تضعضع لغني لغِناه فقد ذهب بثلثا دينه))، ((اطلبوا الحاجات بعزة أنفس فإن الأمور تجري بالمقادير)) الأمة ذليلة! خطط كيف تaجها من ذلها بدون عنف، بل برحمة وبحكمة.
2. عزز الناس. يقول النبي: ((من أُذِلّ عنده مؤمن وهو قادر أن يعزه ولم يفعل، أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة))، فما بالك بمن لا يعزز الإسلام!
3. تذلل للعزيز: اذهب له بذلك يمدّك بعزه، فالله يحب من يذهب إليه بالتذلل. يقول النبي: ((رأيت جبريل يوم أسري بي كاللحس البالي من خشية الله)). يقول أحد العلماء: طرقت الأبواب إلى الله فوجدتها ملى، فطرقت باب التذلل إلى الله فلم أجد إلا القليل من الناس
الواجب العملي :
اذهب للعزيز وتذلل له، وقل له: سأعمل شيئاً، وإن كنت مذلولاً في أمر فاكتب خطة للتخلص من هذا الذل. يا عبد العزيز، يا أمة العزيز، كونوا عباد العزيز.