هل الرياضة قبل الفطور آمنة؟
هل من المناسب ممارسة الرياضة صباحاً قبل تناول الفطور؟ إليك رأي العلماء!
هل سبق واستيقظت في الصباح الباكر وقررت تجاهل شعور الجوع واتجهت مباشرةً الى ممارسة الركض من دون تناول الفطور؟ قد يحصل هذا الأمر معنا جميعاً بسبب ضيق الوقت صباحاً. اليوم، يعمد بعض المشاهير إلى اتباع هذه النزعة، أي ممارسة الرياضة صباحاً من دون الحصول على سعرات حرارية، لأنها برأيهم تحرق الدهون والسعرات الحرارية بوتيرة سريعة. من جهتهم، أجرى العلماء الأبحاث اللازمة في هذا المجال لاكتشاف حقيقة الأمر.
ماذا يحصل في الجسم صباحاً؟
مع تدنّي مستويات الكربوهيدرات خلال الليل، يميل الجسم إلى حرق الدهون بأعلى مستوى ممكن عند النهوض صباحاً. يرى بعض الخبراء أنّ ممارسة الرياضة قبل الفطور تُجبر الجسم على استنزاف احتياطي الطاقة، ما يساهم في حرق السعرات الحرارية المخزّنة على شكل دهون لأنّ الكربوهيدرات لا تكون متوافرة في الجسم. يؤدي تناول الطعام إلى إفراز هرمون الأنسولين، ما يعيق قدرة الجسم على استيعاب الطاقة. بالتالي، تتباطأ عملية حرق الدهون عند تناول الفطور مباشرةً.
نظرياً، يرى بعض الخبراء أنّ هذه الخطة ناجحة لأنّ الجسم يحرق دهوناً أكثر حين يفتقر إلى الكربوهيدرات. على صعيد آخ، تساهم الرياضة قبل الفطور في حثّ خلايا العضلات على إعطاء ردود فعل أفضل في جلسة التمارين نفسها، ما يعني أن الجسم يستفيد أكثر من تمارين القوة والمقاومة.
لكن لا تُترجَم جميع النظريات على أرض الواقع بالنسبة إلى ممارسي الرياضة العاديين الذين يقصدون النادي من وقت الى آخ. وفقاً للباحثين، لا تتعزّز عملية حرق الدهون في حال تناول المرء كمية طعام تفوق ما يأكله عادةً بعد حصة الرياضة. كذلك، قد تُحرَق نسبة أقل من السعرات الحرارية إذا كانت مدة التمارين أقصر.
في إحدى الدراسات، طُلب من مجموعة أشخاص أن يتمرّنوا على الدراجة الرياضية داخل النادي في صباح أحد الأيام بعد تناول وجبة فطور خفيفة، وفي صباح آخ من دون تناول أي فطور. تبيّن أنّ الأشخاص الذين لم يتناولوا الطعام قبل الرياضة توقّفوا عن التمرين قبل 30 دقيقة مقارنةً بالمجموعة الثانية.
هل الجوع يمنعك من التركيز؟
ثمة مخاطر أخى في حال الامتناع عن تناول الفطور قبل الرياضة. يؤدي الصوم عن الطعام إلى جعل الدماغ والعضلات بأمسّ الحاجة إلى الطاقة. إذا كانت مستويات السكر في الجسم منخفضة، قد تؤدي ممارسة الرياضة إلى ظهور مجموعة عوارض مثل تراجع الحوافز، صداع، دوار، سوء تنسيق في الحركات الرياضية... من الواضح أنّ الأمر قد ينعك سلباً على سلامة المرء إذا كان يتمرّن في طرقات مكتظّة أو يستعمل معدات النادي الرياضي.
فيما يشير بعض الدراسات إلى تراجع نسبة السعرات الحرارية التي يفقدها المرء خلال حصة الرياضة قبل الفطور، وجدت دراسات أخى أنّ هذا النشاط قد يؤدي إلى نتائج إيجابية أبرزها كبح الجوع، ما يعني التخفيف من استهلاك الطعام. المهمّ هو عدم تجويع الذات عمداً. في الواقع، يؤدي تناول كمية طعام قليلة وممارسة الرياضة طويلاً إلى التأثير سلباً على الأداء الرياضي. الاعتدال هو الكلمة المفتاح!